مدونة محطات

بالرغم من كل ما تمر به الأمة من محن وبلايا وفوضى، إلا أنه يمكننا من بين كل هذا السواد أن نخرج بشيء من الأمل، فهذه الحركة والاضطراب والاختلاف ليس دليلاً على فشل الأمة أو سباتها وإنما هو دليل على وجود ديناميكية داخلية وتحفز داخلي للنهوض

إلا أن هذه الديناميكية لم تجد مشروعاً نهضوياً حقيقياً شاملاً يوجه طاقاتها باتجاه واحد ويجعلها قوة دافعة للأمام،فاضطربت القوى واصطدمت ببعضها بعضاً حتى اصبحت ساحات القتال في كل مكان، حيث تتواجه انصاف المشاريع ومشاريع رجعية بالأضافة إلى تلاعب القوى العالمية والأقليمية في هذه الساحات

لقد أصبح من المألوف لدينا أن نسمع يومياً عن شاب يفخخ نفسه ويفجرها هنا أو هُناك،وبالرغم من كل الألم والسخط والغضب الذي تواجهه مثل هذه الأخبار إلا أنه لابد لنا أن نتسائل عن الطاقة والإصرار التي يتمتع بها هؤلاء، وعن القوة التي تجيش في أحشاء هذه الأمة لو أنها وجدت من يوجهها التوجيه الصحيح 

إلا أن الأسف الحقيقي هو الغياب التام لمشروع تجمع عليه أغلبية الأمة،وحضور مشاريع رجعية ودعاوى طائفية تعود للقرون الوسطى،واستثمار هذه الدعوات من قبل السياسيين والانتهازيين من كل الأطراف

هنا يبرز سؤال منطقي: هل ستقضي هذه الأمة على نفسها بنفسها بعد أن استعصت على كل الغزاة؟

هل ستختنق هذه الأمة بقوتها الذاتية وتسقط بسبب جموح قواها الذاتية؟

هل تتسيد الدعوات الرجعية المشهد خلال السنين القادمة أم أنه سيظهر تيار عقلاني يخلصها من هذا البلاء؟