للإشتراك بالقائمة البريدية,ضع بريدك هنا :

الكتب المفضلة

- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
المؤلف : عبد الرحمن الكواكبي
- أم القرى
المؤلف : عبد الرحمن الكواكبي
- الإنسان ذلك المجهول
المؤلف : ألكسيس كاريل
- قصة الحضارة
المؤلف : ويل ديورانت
- تاريخ موجز للزمن
المؤلف : ستيفن هوكنج
- شروط النهضة
المؤلف : مالك بن نبي
- المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل
المؤلف : محمد حسنين هيكل
- اختلاف المنظر النجمي
المؤلف : الان هيرشفيلد
- الاعمال الكاملة
المؤلف : المنفلوطي
- المقدمة
المؤلف : ابن خلدون

..... لقراءة البقية

لتحميل كتاب الغرباء

تحميل كتاب مفاهيم في الإدارة

تحميل كتاب : كيف تقرأ؟ كيف تكتب ؟

المواضيع الاخيرة

المتابعون

QR Code

qrcode

العذرية المقدسة


لعل الكتابة حول موضوع مثل هذا تشبه المشي في حقل ألغام,  فمجرد ذكر موضوع "العذرية" يتبادر إلى الذهن صورة نمطية معينة تكاد تكون استشراقية عن مفاهيم الشرف وليلة الدخلة والقتل وما إلى ذلك.
هذه النظرة التي ربطت العذرية بالنساء فقط, واعتبرتها وسيلة من وسائل التمييز الجنسي ومن دلائل استعباد الرجال للنساء, ولكننا تاريخيا نجد أن العفة كانت في معظم الأحيان ذات قيمة كبيرة إما بناء على اعتبارات دينية أو أخلاقية, ووجود بعض المجتمعات التي تتميز بنوع من الحرية الجنسية لا ينفي هذه القاعدة.
الأمر الذي استغربته حقيقة والذي جعلني أفكر في هذا الموضوع هو حديث بعض المستخدمين في تويتر عن مغامراتهم العاطفية والمواعيد التي خرجوا بها بشكل مفتوح وكأن الموضوع جزء من حياة طبيعية, وكان الجميع يستخدمون عند حديثهم كلمات إنجليزية للتعبير مثل "ديت"و " بيب" ... وغيرها كثير وهذا دليل على المؤثرات التي خضعوا لها.
العفة مفهوم لا يختص بجنس دون أخر ولا يتعلق بمنطقة أو سن معين, وهي إحدى الأمور التي تمزينا عن المملكة الحيوانية حيث تمارس هناك الرغبات بشكل مباشر بدون أي اعتبارات أو موانع فمجرد ظهور الرغبة يعني اشباعها. وهذا ما تم اشاعته منذ ظهور ما عرف ب " الثورة الجنسية" في الغرب في نهاية الستينات حيث تم التخلي عن مفهوم العفة تماماً واعتبار النشاط الجنسي نشاط طبيعي يجب أن يتم اشباعه ولا يوجد أي مانع اخلاقي يقف أمام هذا, ثم تبع ذلك تشريعات زواج الشواذ على اعتبار أنها تندرج ضمن " الحب " الإنساني.
وهنا تبرز معضلة العلاقة بين شعور "الحب" و الرغبة الجسدية المحضة, ولأن الحب يجلب معه إلتزامات كثيرة كلا الطرفين غير مستعدين لتلبيتها, مما أدى لسيادة نظام "المواعدة" التي لا تفترض الجدية في العلاقة بشكل دائم, ثم في رحلة طويلة من التنقل في المواعدة ما بين سن 18 حيث يسمح ذلك قانونياً إلى سن الزواج المتوسط الذي يقارب 30 عاما, كذلك ظهر ما يعرف باسم " أصدقاء مع امتيازات" friends with benefits وتم فصل الرغبة الجسدية عن المشاعر البشرية على اعتبار أن تلك الرغبات مستمرة وبحاجة لتلبيتها للتمتع بحياة مستقرة عملية, أما المشاعر المحظة فتؤجل إلى حين آخر. وحسب ما كشفت التلغراف عام 2014 أن المرأة بشكل متوسط سوف تواعد 15 رجلاً, وسيفطر قلبها مرتين, وستحظى بأربع مواعيد كارثية قبل أن تجد شريك حياتها.
  والعفة اليوم في الغرب تكاد تكون نادرة إلا في بعض المجتمعات المسيحية المنزوية, فالاحصائيات مثلاً اظهرت أن متوسط عمر فقدان العذرية في أمريكا للذكور هو 16.8سنة وللاناث 17.2 سنة, وهو بالمناسبة أقل من العمر القانوني المفترض 18, وتوجد نسب كبيرة ممن تفقدها في وقت مبكر بمجرد البلوغ أو بعد ذلك بقليل, وهذا الأمر ولد ضغطاً كبيراً على المراهقين والشباب في المدارس, لأن استمرار العذرية تعتبر كدليل على أن الشاب أو الفتاة لم يجد من يقبل به أو انه يعاني مرضاً ما, لذا تجد بعض الشباب حرفياً كما قال أحدهم يسعى لمواعدة فتاة معروفة بكثرة علاقاتها فقط " للتخلص" من هذا الأمر المخجل.
وفي بعض استطلاعات الرأي تمنى كثير ممن طرح عليهم السؤال لو أنهم لم يخضعوا للتأثيرات والضغط والبقاء على العفة على الأقل حتى ظهور " الشخص المناسب" ومن هنا يبرز أن الأمر بالنسبة لنا لا يقتصر على أنه شيء جسدي فقط. بل أن هناك شيء "مقدس" او روحي في هذا الموضوع, بحيث أننا نسبغ عليها أهمية كبيرة



العذرية النفسية

لا يجب أن نقصر مفهوم العذرية على جنس معين أو على ممارسة معينة, فالقبلة الأولى, واللمسة الأولى وكل ما يمكن أن يعبر عن المشاعر يندرج ضمن العذرية, وهي أشياء لا إن كانت تكتسي بشيء من القداسة فيجب أن لا تعطى إلا لمن يستحق, ولن يستحقها أحد إلا الذي أثبت استحقاقه باستعداده لتمضية العمر كله معاً برباط الزواج, فرباط الزواج ليس مجرد عقد أو قطعة من الورق كما يقول البعض, بل هو إثبات ودليل لكلا طرفيه أنهم بالنسبة لبعضهم البعض خارج نطاق المقارنة والتفاضل مع الباقين, وأن كل منهم مستعد لتمضية العمر بما قد يحمله من خير أو شر, صحة أو سقم, إلى جانب بعضهم البعض. 
قالت العرب " ما القلب إلا للحبيب الأولي" وهذا صحيح جداً, فالتأثيرات عن العلاقات المتعددة كبيرة, وكأنما مخزون الإنسان من المشاعر يبدأ بالنفاد, فكل شخص نعرفه يترك في ذاكرتنا جزء منه, ونترك في ذاكرته أجزاء من نفسنا, وقد رأيت بعيني أشخاص ولتعدد علاقاتهم الكثيرة أصبحوا فارغين تماما من الداخل, فلا يمتلكون أدنى إحساس بالعاطفة, عدا عن نظرتهم السلبية عن الجنس الأخر وعن المجتمع عموماً

المستقبل

يقول "بلوم" : "أن يكون المرء رومانسياً في حاضرنا يشبه محاولته الحفاظ على عذريته وهو يحيا في بيت دعارة" فمع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي, وسيادة المفاهيم الغربية عن العفة والجنس, وظهور صناعات كبيرة في بعض الدول تعتمد بشكل مباشر على تجارة الجنس والأفلام الخلاعية, عدا عن ما تبشر به تقنيات جديدة وثورية مثل تقنيات " الواقع الافتراضي", كل ذلك لا يدعو إلى التفاؤل رغم ظهور بعض التقارير الصحفية التي تزعم أن مفاهيم العفة والحفاظ على العذرية بدأت تزداد في الدول الغربية, والدين الإسلامي كما كل الأديان والشرائع الأخلاقية يولي العفة مكانة كبيرة, ويجعل فقدانها خارج نطاق الزواج أو الخيانة الزوجية من الكبائر, وإني أظن أننا لن نكون في الوضع المناسب لمواجهة هذا التيار الجارف إلا عندما نعامل الرجل بنفس ما نعامل به المرأة, فلا يمكن مجاملة الرجل الذي يتنقل بين العلاقات المتعددة بالقاعدة القاصرة" أن الرجال ما يعيبه شي" وهي قاعدة تتصادم مع أدنى مفاهيم الدين الإسلامي الذي لا يميز في هذا الجانب بين رجل وامرأة, والرجل عندما يكون فاسداً أخلاقياً فهو كفيل بافساد النصف الأخر من المجتمع

2 التعليقات:

HalaH يقول...

صدقت سيدي الفاضل..
للأسف العرب ولن أخص المسلمين وحدهم بل العرب كافة استحسنوا كل مايصلهم من الغرب مادام أنه لن يكلفهم جهد المكابدة وشق النفس لبذل مايحقق رغباتهم لذلك نرى أن كل ما له علاقة بالرغبات والشهوات يتم استيراده دون تحريف أو تعديل بل ويروّج له كأنه الخلاص والحل المنتظر، لكن دعنا ننظر في تلك المعادلة المستهلكة من المقارنة فيما حققه الغرب من تقدم في مجالات تضمن للبشر حياة كريمة وعيشة طيبة وأمن على النفس والرزق تجدنا نقدم رجل ونأخر الأخرى وكأننا نخشى من مواجهة ماوصل له حالنا من تخلف وخنوع واستسلام..!!
فعندما بدأت الخطابات تركز على الأنثى وكيف لنا أن ننشط دورها في المجتمع -بطريقتهم- ونخرجها عن كل ما نص عليه الدين -ولن اقول العرف والتقاليد - من الستر والإخفاء والحجاب وخفض الصوت كل هذا من أجل ماذا؟ كي نحد من حريتها مثلا؟ كي نكبلها ونمسح دورها وحقها في الحياة؟ لا بل على العكس كان السبب الرئيسي كي لا يطمع فيها من في قلبه مرض، فأنى يعقلون و يفهمون؟!!!
هل الأمر مقتصر الآن على العفة والحياء والعذرية؟ أشعر أننا في حاجة أن نعيد للعرب رحلة الإسلام الأولى ونبدأ بالدعوة لتوحيد الله واستشعار عظمته والخوف والرجاء منه ثم نعيد عليهم ما في هذا الدين من شعائر وشرائع فكما قيل: " الإسلام مشاعر ثم شعائر ثم شرائع ."
أعاننا الله على الثبات..

shalan يقول...

من أجل الوصول لصورة جديدة, يجب شيطنة ومسح الصورة السابقة, وهذا ما يتم فعله

إرسال تعليق

من أنا ؟!

صورتي
shalan
عندما أعرف سأخبركم !
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

آخر التغريدات من تويتر

ارشيف المدونة

مدونة محطات سابقاً

المشاركات الشائعة

للتواصل