14‏/04‏/2021

اخلاقيات الوباء

 كثيرا ما يحدث في أيامنا هذه أن يمد أحدهم يده للسلام، فنجد أنفسنا في موقع حرج، هل نمد أيدينا كما توجب الاخلاق والعادات - وهذا الي يحدث غالبا - أم نتقيد بالتعليمات الصحية التي تنص على التباعد حفاظاً على سلامة الجميع. و "التباعد الاجتماعي" هو في حد ذاته مصطلح يتكون من لفظتين متناقضيتن

هذا الموقف المتردد البسيط، يشكل شيء كبير من نوع من التشتت والخيارات المتضادة التي نشرتها كورونا أكثر من الفايروس نفسه. أظن أنه هناك أزمة أخلاقية مرافقة للأزمة الصحية. كانت بدايات هذه الأزمة تتجسد في لوم الصين أو السخرية من عادات التغذية عندهم. ثم استمرت وتجسدت بشكل أكبر عندما زاد عدد الحالات الحرجة في المستشفيات، حيث لابد من اختيار المرضى الذين سيحصلون على مساعدة أجهزة التنفس قبل غيرهم. واستمر الأمر في السباق لصنع اللقاح، كيف يوزع؟ هل يتمتع ببراءة اختراع حصرية؟ ماهي الأرباح ولمن ستكون؟ 

جاء اللقاح أخيراً ولكنه لم يأت من جهة واحدة، واستقبله الناس بشيء من التردد والتشكك في مدى الفاعلية وفي التأثيرات الجانبية. وعندما بدأ توزيعه واعطاء الجرعات بدأت اسئلة من نوع آخر تبرز. فلمن الأولوية في تلقي اللقاح؟ هل هي لكبار السن الأكثر عرضة للتأثر بالمرض أم للشباب العاملين والأكثر تعرضا للاختلاط؟ هل هي للفقراء أم للأغنياء؟ للعسكريين أم للمساجين؟ هل تعطى الأولوية للمشاهير والمؤثرين لتشجيع المترددين أم الناس فيه سواء؟

ظهر بعد ذلك النقاش حول فاعلية اللقاح، وأي اللقاحات أكثر فاعلية وأقل تأثيرات؟ هل هناك لقاح للعامة ولقاح للخاصة؟ وهل يجوز أن تعطى مساحة للمتشكيين لطرح أفكارهم في الفضاء العام أم يجب علينا منع هؤلاء من تخويف الناس؟

يتمتع العلم اليوم بسلطة توازي سلطة الدين في عصور سابقة، فهو من جهة يتمتع بحصانة تجعل من الصعب التشكيك به أو بنتائجه، كما أنه دائما ما يبشر بمستقبل أفضل وبنوع من الخلاص من مشاكل الحاضر. ظهر هذا الأمر جليا في الحديث عن انواع اللقاح وتأثيراتها المحتملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق