للإشتراك بالقائمة البريدية,ضع بريدك هنا :

الكتب المفضلة

- طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
المؤلف : عبد الرحمن الكواكبي
- أم القرى
المؤلف : عبد الرحمن الكواكبي
- الإنسان ذلك المجهول
المؤلف : ألكسيس كاريل
- قصة الحضارة
المؤلف : ويل ديورانت
- تاريخ موجز للزمن
المؤلف : ستيفن هوكنج
- شروط النهضة
المؤلف : مالك بن نبي
- المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل
المؤلف : محمد حسنين هيكل
- اختلاف المنظر النجمي
المؤلف : الان هيرشفيلد
- الاعمال الكاملة
المؤلف : المنفلوطي
- المقدمة
المؤلف : ابن خلدون

..... لقراءة البقية

لتحميل كتاب الغرباء

تحميل كتاب مفاهيم في الإدارة

تحميل كتاب : كيف تقرأ؟ كيف تكتب ؟

المواضيع الاخيرة

المتابعون

QR Code

qrcode

الحب بين المقدس والمدنس, سارتر و دوبوفوار

دوبوفوار وبيانكا لامبلان


أثناء قراءتي لكتاب الفلاسفة والحب, وبالذات في الفصل الأخير المتعلق بجان بول سارتر وسيمون دوبوفوار, تبادر إلى ذهني نفس السؤال الذي فكر به المؤلف وهو : هل كان حباً ذلك الرباط الذي جمع هذين المفترسين ذوي الدم البارد؟
وأثناء تقدمي في القراءة كانت تسقط الصورة الرومانسية عن الحب حتى تعثرت بها في أقدامي, فالعلاقة لم تكن في أحسن أحوالها سوى عقد شفهي مبرم على عدم احترامه ! حيث منح الحرية الجنسية والعاطفية أيضاً لكل من طرفي هذا العقد.
فمنذ البداية تميزت هذه العلاقة بالبرود المطلق داخل وخارج الفراش, وبدا كل منهما يريد الأحتفاظ بالآخر إلى جانبه كنوع من الاحتياج أوالبروتوكول إن صح التعبير, فما كانت تخالطهما أي مشاعر جدية بالإلتزام ولا أي نوع من أنواع الغيرة, حتى أنهم كانوا يتميزون بصراحة وصدق "أخلاقي" في كل ما يحدث من مغامراتهما مع الأطراف الأخرى. بل أننا نجد أن سيمون تمرر الطالبة الساذجة بيانكا لامبلان في عمر الست عشر عاماً لسارتر ليفض بكارتها بدون معرفتها حتى, حدث هذا بعد بعض التجارب السحاقية مع سيمون دوبوفوار, لتعود سيمون وتصف تلك الليلة التي قضاها سارتر وبيانكا بأنها "ليلة مثيرة للشفقة" ولتصف هذه الفتاة بعد تلك الحادثة بأنها اصبحت "متولهة ومقززة مثل نوعية رديئة من كبد البط "!
وبغض النظر عن الصورة التي ارتسمت عن هذين الزوجين وكأنهما "عرابين ملعونين لقطيع شرس خسيس من أبناء الحرية" على حد وصف أحد الكتاب, فالتساؤل عن ماهية هذا الشعور الغريب الذي اصطلح الناس على تسميته بالحب مازال قائماً.خصوصاً أننا نعيش في زمن يفترض به الناس جميعا أننا اصبحنا أكثر رقة وعاطفية من الأزمان الهمجية السابقة, خصوصاً مع توفر وسائل التواصل إلى جعلت الفراق أكثر صعوبة.
حقيقة قد نتفق مع سيمون في قولها أن الحب لا يحمل المعنى ذاته لدى كل من الرجال والنساء, فالرجال أكثر ميلاً لاعتبار الحب كرغبة في تملك الآخر, وغالباً ما تكون هذه الرغبة مؤقتة حتى وإن طالت, لذا هم ينفرون من الارتباط والزواج, وهناك ملايين النكات التي تعتبر الزواج خاتمة حرية الرجل. أما بالنسبة للمرأة فالحب يعني أن تهب نفسها روحاً وجسداً للآخر, وهذا الحب دائرة لا تكتمل إلا بالتملك الكامل والتام, فهي ترى أن الرجل من ملكها وحدها ولا يحق لأحد أن يشاركها به ولو بنظرة, كما أنها ملك له بشكل عاطفي كبير يكاد يكون فجاً أحياناً, رغم أن نظرية التملك هذه تعرضت لكثير من التهجم في زمننا هذا على اعتبار أنها لا تحمل في طياتها المساواة بين الجنسين وأنها نظرة تحط من قدر المرأة, إلا أنها مازالت باقية تحت السطح.
وحقيقة من الطبيعي أن نجد الخوف من الارتباط لدى سارتر بقوله أن عليه أن يحافظ على نفسه حراً, في حين نجد أن سيمون عندما شرحت أسباب رفضها للزواج بالقول :
" الرعب من الأختيار النهائي, فنحن لا نحدد ارتباطنا لليوم فقط, بل وللغد, وهذا ما يجعل الزواج لا أخلاقي في جوهره" وهذه في حقيقة أمرها نظرة ذكورية في جوهرها وليست انثوية, فالأنثى تميل للاستقرار العاطفي  وإنشاء عائلة حتى منذ سن مبكرة, وسواء كان هذا الميل ذو أصول بيولوجية أو له أسباب تربوية فهو يبقى موجوداً, في حين يميل الرجل إلى الهرب بعيداً ومحاولة التملص حتى وإن غشت عينيه سكرة الحب.

لذا نجد رواية في الحديث النبوي القول " عفوا تعف نسائكم " فالرجل أكثر ميلاً للفساد الأخلاقي من المرأة, وهو بذلك يتحمل تبعات ذلك في المجتمع, وكل دعوة تنسب الفساد ابتداء إلى النساء هي دعوة لا تخلو من تعصب جنسي.
فالحب هذا الشعور المركب بين الروحي والجسدي, يتأرجح  بين المقدس والمدنس, ويمتزج بالأرضي حتى يقترب من أكثر الغرائز البشرية انحطاطاً, ويسمو بالروحي حتى يقترب من الدين, هذا الشعور العصي على الفهم, اكثر استعصاء بالممارسة, يحتل المرتبة الأولى في علاقاتنا الدنيوية فيكاد يقف خلف أجمل ما انتجه البشر من أدب وحكمة...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

من أنا ؟!

صورتي
shalan
عندما أعرف سأخبركم !
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي

آخر التغريدات من تويتر

ارشيف المدونة

مدونة محطات سابقاً

المشاركات الشائعة

للتواصل